دعوة للكتابة في العدد (3) من مجلة الوعي السياسي
على نحو ثلاثة عقود من الزمن، جادل الأستاذ الأمريكي فرانسيس فوكوياما في أطروحته «نهاية التاريخ» انتصار الديمقراطية أخيرًا على منافسيها وسيادة النظام الرأسمالي، ولكنه توقف قليلاً عن ذلك بعد مراقبته صعود اليمين في أميركا وأوروبا والمنطقة العربية التي شهدت إخفاق في الانتقال الديمقراطي، ليعود فوكوياما من جديد ويبحث في مسألة الهوية ويصدر كتابًا عنها، ويعيد «نهاية التاريخ» إلى رفّ مكتبته.
من وجهة النظر العربيّة، وجد الأديب اللبناني أمين معلوف إلى أنّ هناك ارتباطًا وثيقًا بين المواطنة والهوية التي هي ظاهرة سياقية دينامية، يتم تحديدها من خلال النظر إلى الآخر، حيث تتقلَّص وتتسع بناءً على علاقتها مع ذلك الآخر، وكان يقول معلوف في كتاب الهويات القاتلة: «لدي انتماءات مشتركة مع جميع البشر، ولكن لا يوجد كائن بشري يشاطرني جميع انتماءاتي»
على جانب أكثر عمقًا في النظرية السياسية، ترى الباحثة والأستاذة المصرية هبة رءوف عزت في الهوية والمواطنة العالمية حلول لإشكاليات الانغلاق وتنظيم العلاقات في المجال العام، عبر إضفاء الطابع الإنساني والإنصاف في العلاقات بين الأفراد والجماعات، والبحث في سبل التعاقد التي تؤسس إلى تصور جديد للدولة وفي نمط العلاقة بين كل من الفرد والمجتمع والدولة.
وكلّما بقيت الانتماءات التي تشكّل الهوية محظورة من التداول في المجال العام، كلما تطوَّرت سرديّات في المجالات المغلقة، متناقضة مع السرديّات العامّة، تسهم في صعود هويّات متباعدة تهيأ أرضيات الدخول في صراعات وتشكّل هويات فردية واجتماعية مغلقة. فالتعامل الرشيد مع التنوع لا يكون بقمعه، بل بإخراجه إلى المساحات العامّة وإلى الخطاب العامّ، كي يتمكّن الأفراد والجماعات من التعامل معه بارتياح وشراكات تخدم الصالح والخير العام.
يبدو أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين المواطنة والهوية في المجتمعات البشريّة على اختلافها، وهذا الارتباط يتحكم بنجاح وإخفاق دينامية الهوية والمواطنة من جهة، والعلاقة بين الدولة والمجتمع من جهة أخرى.
وبالاستناد إلى ما تقدَّم، يسر هيئة تحرير «مجلة الوعي السياسي» استقبال مقالاتكم ضمن محاور وأسئلة العدد القادم وهي:
أولاً: الهوية الاجتماعية والتعبئة السياسية.
ثانيًا: المواطنة وسبل التعاقد الاجتماعي والسياسي.
ثالثًا: الهويات المفتوحة والهويات المغلقة وأثرها في المواطنة.
رابعًا: تعليم المواطنة في البلدان العربيَّة.
خامسًا:الشباب والمواطنة العالمية في المجتمع الرقمي.
سادسًا: ما هو دور الهوية الدينية في الفضاء العمومي؟
سابعًا: ما هو دور المجتمع المدني في بناء الهوية السياسية والاجتماعية؟
كيفية المشاركة؟
تقبل المساهمات بين 600 – 1000 كلمة فقط.
تستقبل هيئة التحرير المساهمات عبر البريد الإلكتروني أو من خلال النموذج المخصص للاستكتاب في موعد أقصاه 30 أبريل 2023.
يمكن الرد على استفساراتكم من خلال البريد الإلكتروني: ([email protected])
«الوعي السياسيّ»
مجلّة دوريّة، تُعنى بنشر الثقافة السياسيّة، تسعى إلى تكريس الوعي السياسي في ثقافة الجيل، حتى يكتسب القدرة على تحريك الواقع نحو ما هو أفضل. تصدر باللغة العربيَّة والانجليزية عن مركز المواطنة في الأردن، يساهم الكتّاب الشباب في صناعة محتوى المجلة، للتعبير عن مواقفهم وأفكارهم وتطلعاتهم لمستقبلهم السياسي والديمقراطي.
يدير المجلة مجموعة من الشباب والشابات بجهود تطوعيّة، إيمانًا منهم بالدور التنويري والإنمائي الذي يقع على عاتق الثقافة السياسية في تحرير قيود التعبير والتفكير السياسي للأجيال القادمة.
فلسفة التحرير:
يشارك في صناعة محتوى المجلة مجموعة من الشباب المتمرّس على الكتابة، كما تهيأ الفرصة أمام الكتّاب الجدد لتطوير مهاراتهم في الكتابة التحليلية الإبداعيّة المتعلقة بالشأن السياسي، من خلال منصة ومساحة تعبيريَّة رقمية حرة، تجسّد اليوم أحد أهم أشكال التعبير السياسيّ في المجتمع الرقمي.
أهداف مجلة الوعي السياسي:
- تعزيز الوعي السياسي عند الشباب والشابات في المنطقة العربيَّة.
- خلق مساحة للتعبير وإبداء الرأي السياسي للشباب في قضايا الشأن العام.
- تكوين كتّاب جدد في مجال القراءة والتحليل السياسي.
- إيصال صوت الشباب وأفكارهم إلى صانعي السياسات وأصحاب المصلحة.
*تصدر مجلة الوعي السياسي باللغة العربية والإنجليزية عن مركز المواطنة في الأردن.